باريس: ساحة الجمهورية تهتف للعدالة وتفضح صمت العالم عن المجازر

متابعات – بلو نيوز الاخبارية
في مشهد عظيم تحولت “ساحة الجمهورية” في قلب العاصمة الفرنسية باريس، إلى منبرٍ حي يعبر عن ألم السودان، حيث احتشد مئات السودانيين ونشطاء حقوق الإنسان في تظاهرة مدوية، رفضًا للصمت الدولي المطبق تجاه المجازر والانتهاكات الوحشية التي ترتكبها قوات عبد الفتاح البرهان في السودان، من نيالا إلى الفاشر، ومن أمدرمان إلى كردفان وكل السودان.
لكنها لم تكن مجرد وقفة احتجاج، بل صرخة وعي وضمير، نسجها اللاجئون من حنين المنافي، وأشعلتها لافتات كتب عليها بدم القلب: “لا لجرائم الحرب – لا للأسلحة الكيميائية – لا للإبادة الجماعية”.
نظمت التظاهرة منظمات حقوقية بتحالف مع “القوى المدنية المتحدة – قمم”، ونشطاء من “العدالة والحقيقة”، ومنظمات مجتمع مدني فاعلة، إلى جانب مشاركات بارزة من تحالف السودان التأسيسي، ومن الحركات الثورية كالحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، وحركة العدل والمساواة بقيادة سليمان صندل، وتجمع قوى تحرير السودان.
في كلماتهم، نقل المتحدثون وجع الوطن الذي ينزف، ودعوا بصوت واحد إلى فتح تحقيق دولي عاجل ومستقل في الجرائم المرتكبة في السودان، وعلى رأسها استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، مؤكدين أن الحرب الدائرة ليست صراعًا بين جيشين، بل مجزرة ممنهجة ضد حلم الشعب بوطن ديمقراطي، يسوده العدل والمساواة.
وقد حمل المشاركون المجتمع الدولي مسؤولية التواطؤ بالصمت، ووجهوا رسائل مباشرة إلى مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية، التي كما قال أحد المتحدثين «تتحرك إذا هدد النفط أو اهتز أمن الغرب، لكنها تتعامى عن الغازات السامة التي تستخدم ضد الأطفال والنساء في القرن الواحد والعشرين».
تظاهرة باريس هي امتداد لثورة بدأت في ديسمبر 2018، ولاتزال تتحدى الخيانات والانقلابات والانقسامات، ولقد أثبت السودانيون في باريس أن المنفى لا يصادر الصوت والثورة ليست شعارًا بل إرادة لا تموت.