حول التحالف بين الجيش الشعبي لتحرير السودان – شمال، والقوات المسلحة السودانية.

62
الأستاذ عادل شالوكا – القيادي بالحركة الشعبية لتحرير السودان قيادة الحلو

 

حول التحالف بين الجيش الشعبي لتحرير السودان – شمال، والقوات المسلحة السودانية.

عادل شالوكا

تناولت بعض وسائل الإعلام أخبار ومعلومات تفيد بإن هنالك تحالف أو إتفاق بين الجيش الشعبي لتحرير السودان – شمال، والقوات المسلحة السودانية في ولاية جنوب كردفان لخوض الحرب معا ضد قوات الدعم السريع، وكان آخرها تصريحات الجنرال ياسر العطا التي إنتشرت في السوشيال ميديا عبر مقطع فيديو.

فيبدو إن الرجل يحاول أن يطمئن قواته بأي خبر يعيد إليهم الثقة في النفس والأمل في الإنتصار الذي يقولون إنه قريب. نحن ضد هذه الحرب وكل الحروب التي شنت على المواطنين السودانيين منذ العام 1955 ونحن ليس جزءا من الحرب الحالية ولا يمكن أن نكون.

وعليه – ورداً على ما ورد في الأيام الماضية من تصريحات – أود توضيح الآتي:

في مايو 2023 قامت القوات المسلحة السودانية بإستفزاز قوات الجيش الشعبي وقتلت أحد الأفراد بضواحي كادقلي، كما قامت بقتل ضابط آخر في تقلي الجديدة ورفضت تسليم جثته، وبعد ذلك توالت الأحداث.

ياسر العطا يعلم جيدا إنهم من أشعلوا هذه الحرب منذ أن أنشأوا قوات الدعم السريع لتقاتل إلى جانبهم – ضد من ؟ ضد المهمشين من جماهير شعبنا وضد قوى الثورة السودانية – وبالطبع لحماية الرئيس (عمر البشير) الذي أسماهم (الأشاوش) وسمى قائدهم حميدتي (حمايتي). ويعرف العطا كذلك بإنهم سمحوا لحميدتي بتخريخ خمسة دفعات في الفترة من (2022- 2023) بعد إنقلاب 25 أكتوبر في كل من بورتسودان وكسلا وأمدرمان (كرري) ودفعتين في سنار.

الحركة الشعبية ترى إن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع – كلاهما ينتميان إلى نفس المؤسسة العسكرية للـ(السودان القديم) ويقاتلان بنفس العقيدة القتالية (أكسح، أمسح، قشو، .. ما تجيبوا حي).

يعلم ياسر العطا وزملائه في قواتهم المسلحة إن الحركة الشعبية تختلف عنهم في كل شيء. فلا هي تشبههم في الأهداف ولا في العقيدة القتالية، فكيف تتحالف معهم ؟؟؟.

الجيش السوداني ظل لأكثر من 40 عاما يحارب ويقتل مواطنيه ويقصف القرى ويحرقها ويغتصب النساء ويفعل ما تفعله الآن قوات الدعم السريع. وظل طيلة هذه الفترة يغتال ويصفي المثقفين والكوادر المؤهلة ويزج بهم في السجون. فلا زالت الذاكرة السودانية مليئة بإنتهاكات الجيش. وهو الذي تخلَّى عن مهامه الأساسية من توفير الأمن وحماية حدود البلاد والدستور، وإنخرط في السياسة عبر الإنقلابات العسكرية المُتكرِّرة – وبذلك ساهم وتسبَّب في جميع كوارث السودان بما في ذلك فصل الجنوب.

القوات المسلحة هي من إحتلت طيلة السنوات الماضية أراضي السودانيين في كافة الولايات وخاصة في مناطق الهامش. وهي التي لديها في جنوب كردفان وحدها أكثر من (150) حامية وفرقتين. وتم ترفيع معظم الحاميات (فصائل إلى سرايا، سرايا إلى كتائب، كتائب إلى ألوية ثم لواء إلى “الفرقة العاشرة أبو جبيهة” بالإضافة إلى “الفرقة 14 كادقلي” الموجودة أصلاً) وتزويدها بالسلاح والعتاد العسكري.

القوات المسلحة منذ العام 1989 لم تقبل بمطالب الشعب السوداني العادلة والتي نادت بها الحركة الشعبية وطرحتها عبر طاولات التفاوض، وهي التي عطلت خطوة توقيع إتفاق سلام مع الحكومة الإنتقالية بقيادة (حمدوك) وقاموا بسحب الوفد التفاوضي للحكومة – وبدلاً عن تقليل الوجود العسكري والإستعداد للسلام في جنوب كردفان قامت في الفترة (2020 – 2022) بالتحشيد العسكري وترفيع الحاميات.

هذه هي القوات المُسلَّحة السُّودانية وهذه هي (عقيدتها القتالية) التي تقع على خطين متوازيين مع عقيدة الجيش الشعبي – والحركة الشعبية لا تبحث عن تحالف مع الجيش السوداني بل موقفها واضح وثابت ومعلن وهو تفكيك المؤسسات العسكرية وإعادة هيكلتها على أسس جديدة.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *