نجم الدين دريسة يكتب: هل ستكون المساعدات الإنسانية سلاحًا جديدًا لتحقيق مكاسب سياسية؟
- نجم الدين دريسة يكتب: هل ستكون المساعدات الإنسانية سلاحًا جديدًا لتحقيق مكاسب سياسية؟
- نجم الدين دريسة ..
أكاد أجزم أن حكومة بورتسودان التي ظلت تعيق تقديم المساعدات الإنسانية غير مؤهلة أخلاقيًّا ولا إنسانيًّا في إيصال هذه المساعدات للمتضررين. لا سيما أن سجلها حافل بالانتهاكات الفظيعة الواقعة على المدنيين الأبرياء، بجانب عدم وصول المساعدات الإنسانية. ومعلوم أن ميناء بورتسودان اِستقبل كميات مهولة من الإغاثات والمساعدات التي وجدت طريقها مباشرة إلى الأسواق؛ فهذا النظام منذ اِندلاع الحرب لم يظهر بتاتًا أي رغبة في تحقيق مصالح الشعب، ولن يفعل، لأنه ظل على الدوام يحاربه ويعاديه. لكن مع ذلك؛ فإن قرار فتح الحدود لإيصال الإغاثات والمعونات الإنسانية عبر بعض حدود دول الجوار، يعتبر خطوةً في الاتجاه الصحيح، لأنها تستجيب للاحتياجات الإنسانية الملحة، وهي خطوة قد جاءت بعد ضغوطات وانتقادات دولية واسعة النطاق لطريقة تعامل حكومة البرهان مع الإغاثات التي وصلت في الأشهر الماضية عبر بورتسودان. وذلك رغم المغالطات التي حواها بيان خارجية السودان، وهو بيان ينضح بالأكاذيب وتلفيق وإطلاق الكلام على عواهنه؛ فخارجية السودانية ظلت على الدوام تفتقر وتفتقد للدبلوماسية لأنها ظلت تركز جهودها في خدم مصالح النظام البائد.
هنالك أهمية قصوى لإنشاء ممرات إنسانية آمنة لوصول المساعدات والإغاثات للمدنيين والمتأثرين بالحرب دون أدنى عوائق، لا سيما أن أوضاع السودانيين باتت كارثية، وأن أكثر من نصف السكان يعاني من مخاطر الجوع، علاوة على أوضاع الأطفال المهددة بسوء التغذية، حسبما أشارت تقارير الأمم المتحدة ووكلاتها المختلفة. ونأمل أن يعمل منسق الأمم المتحدة المقيم أو أي منسق للجهود الإنسانية والإغاثية على ضرورة التنسيق المحكم مع طرفي الصراع من أجل ضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها. إن قوات الدعم السريع على استعداد لتسهيل وصول كافة المساعدات إلى المناطق التي تسيطر عليها. ورأينا في أثناء هذه الحرب، كيف تعاملت هذه القوات مع المنظمات الدولية والإقليمية المختلفة، وعلى رأسها منظمة الصليب الأحمر، إذ لم تعتد على أعضاء أي من المنظمات وسمحت لهم بالقيام بمهامهم بكل حرية. تستطيع قوات الدعم السريع أن تستمر في هذا النهج، وتسمح لكافة المنظمات الإنسانية والوكالات الأممية بإيصال المساعدات للمتأثرين بالحرب. خاصة وأن منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (كيليمنتين سلامي)، أشارت إلى العمل من أجل فتح مزيدٍ من الطرق الآمنة لتوصيل العون الإنساني إلى المجتمعات الضعيفة، أو التي تعاني من ضنك المعيشة في السودان.