سليمان مسار يكتب: الإنتهازيون الجدد .!!
- الإنتهازيون الجدد .!!
سليمان مسار ..
الإنتهازية مرض خطير يساهم فى أفول الظاهرة التى يتغلل فيها،بالتالى فهى العامل الأبرز الذى يجب الخشية* منه، أيا كانت الأشكال التى تبدو عليها الظاهرة سواء كانت مؤسسة وظيفية أو حكومية أو حركة مسلحة أو حزبا.
بالمقابل نجد أن الإنتهازية تتناقض مع الجوانب الأخلاقية والقيم والمبادئ وترتبط بالنفاق والمهادنة والشعور غير الحقيقى فى ذهنية الشخص الإنتهازى،ومع ضمور القيم والمبادئ،بدأت تتسع هذه الظاهرة والتى أصبح الإنسان يواجهها كثيرا فى حياته.
وجاء بروزها مع تقسيم العمل، ووفقا لتعريفها فى السياسة والممارسة الداعية للإستفادة من الإنتهازية ذات الأنانية من الظروف مع الإهتمام الضيئل جدا من المبادئ أو المصالح التى تعود على الآخرين.
إن أفعال الشخص الإنتهازى هى أفعال نفعية تحركها بشكل أساسى دوافع مصلحته الشخصية من مجالات الحياة السياسية والإجتماعية والإقتصادية ، وتتجلى الإنتهازية فى مظاهر كثيرة من العمل فى المؤسسات والاحزاب واغلبها فى الحركات المسلحة والجيش .
والإنتهازيون بطبعهم لا يواجهون بل يطعنون من الظهر وهذا ما حدث من مايسمى جزافا بحركات الكفاح المسلح مع السيد القائد عند إتفاقية جوبا ووقف مع هذه الحركات الإنتهازية وقف الصمود،وعندما حانت لحظة الحقيقة عند نشوب هذه الحرب وظنت مؤسسة الدعم السريع إصطفاف هذه الحركات الإنتهازية معها في أتون الحرب.
وقد ظهر جليا معنى الإنتهازية والتنكر لمن سادنها حتى وصلت سدة الحكم.
والإنتهازيون بطبعهم يمارسون التضليل للآخرين ولكنهم فى نهاية المطاف سوف يكشف أمرهم ويدفعون الثمن غاليا.
وكما قيل سابقا قديتم خداع كل الناس بعض الوقت،وقد يتم خداع جزء منهم طيلة الوقت،ولكن من المستحيل خداع الكل طيلة الوقت.
ولعل الشاهد للأمر يرى أن الحركات التى إصطفت مع مليشيا الجيش يتجلى فيها الخداع والنفاق،بل الإيغال فى الإنتهازية وإن تمظهرت بالجانب الثورى.
إن الحركات التى آثرت الوقف مع مليشيا الجيش هى الأكثر عرضة لنفاذ الإنتهازيين بينها لأنهم يسعون فقط لتحقيق مآربهم الشخصية ومصالحهم الخاصة من خلال هذه الحرب الدائرة الآن.
ولتعلم هذه الحركات الإنتهازية جيداالذى تقف معه اليوم(الجيش ) سينقلب عليها بين عشية وضحاها وبيننا الزمن كفيل بذلك.
لأن هذا الجيش الفاشى بطبيعة حاله ناقضا للعهود ومتنكرا للمواقف وليس له أخلاق أو ضمير يوقظه.
والإنتهازية التى إكتسبتها هذه الحركات من مايسمى بالجيش. ولأن الجيش هو أكبر مؤسسة إنتهازية بالبلاد لذا حرى بناان نسعى لتفكيكها وتأسيس جيش وطنى وفق معايير الجيوش العالمية.
والكل يسعى للتحرر الوطنى ولكن علينا أولا أن نحرر هذه الحركات من ربقة جلاديها،ومن ثم نعمل معا للتحرر الوطنى الشامل،فلا النفاق يوصل المجتمع إلى أهدافه التحررية الوطنية ولا الإنتهازية قادرةعلى إيجاد القفزات المجتمعية المؤدية إلى تراكمها لإحداث الإنتقال النوعى.
إن الإنتهازية بكافة أشكالها ومظاهرها خطر حقيقى وتحتاج إلى مواجهة حقيقية لإجتثاثها من جذورها وإلا ستكون الطامة كبرى.
تأسيس الجيش واجب وطنى.