خليفة كشيب يكتب: خطاب “اليائسين”.

161

 

خطاب “اليائسين”.

  • خليفة كشيب يكتب.

تابعت في ثاني أيام العيد بمدينة الفاشر عبر الوسائط المختلفة الي خطاب ما يسمى بالقوة المشتركة لقوات الكفاح المسلح وسط جوغة من افرادهم في هتاف يائس ؛ يسعى عبره قادة تلك الجنود إعادة الروح المعنوية المنهارة لجنودهم بعد أن هزمتهم قوات الدعم السريع في قطع لقمة العيش والمصروفات التي كان يجنوها من الطواف التجاري عبر طريق مدني ومليط الي الفاشر ومدن دارفور الأخرى.

ولأن الكل يعلم أن خلال فترة الطواف التجاري والتي كان يسمح الدعم السريع للحركات بالتحرك فيها عاش صبية تلك الحركات فساد غير مسبوق من جبايات وايصالات ونهب للمواد والاغاثة في ظاهرة جعلت الناس تطلاق عليهم لقب حركات الكفاح ” المصلح ” في اللهط والجبايات بدلاً عن المسلح في الدفاع عن المجتمع والحرص علي حقوقه .

فبعد خمسة شهور (25 نوفمبر) من إعلان البازنقر الجدد جبريل إبراهيم ومني اركو مناوي تبعيتهم لجلادهم في بورتسودان بالدفاع عن دولة 56 والموت في خندق واحد مع قائد الجيش ، يظهر علينا اليوم “جمعة حقار” وزمرته من قادة ما يسمون أنفسهم زيفاً بالقيادة والسيطرة بالفاشر وفي خطاب يائس ليعلنوا إنهم سوف يقاتلون الدعم السريع ويفكون الحصار عن مدينة الفاشر ، وللعلم الفاشر محاصرة خلال سنة كاملة وهم بداخلها ، يجتمعون هنا وهناك ، يثرثرون في الخفاء والعلن ، يحشدون في المؤائد للمؤامرة .

ليتهم لم يتبعوا خطوات التعبئة والتشبه ووقوع الحافر في الحافر كما فعل قادة الدعم السريع في مناطق متفرقة من دارفور خلال شهر رمضان ، لأن الأمثال الشعبية في دارفور غنية بتعريف الصراع بين الإثنين( الكافر بعرف مقيلة النجس ) و ( ديك النقعة وديلك خيل النجعة ) و ( الفي الدبا بيعرف البدبا ) .

الحرب لا تحتاج لإعلان ومهرجانات وحكات هتافيه ، من ارادها فإن أولها في القيزان وثانيها في الوديان وثالثة حول الخزان ورابعها طقع في المليان إذاً ما الذي يمنع هؤلاء البازنقر في الدخول المباشر للمواجهات والبحث عن حياة جديدة بدلاً عن مهرجانات خطابية القصد منها الحماس بعد أن شافوا الفيل كاملاً وليس ظلاً في أقصى الشرق في منطقة الفاو واقصى الوسط في سنار وود الحداد.

ايها الجنرلات (الهبو) أن موعدكم بأساً شديدً إذا لم تدركوا بأن الذي تريدون ارعابهم عبر الخطاب البائس والضوضاء قادم إليكم في مكان حاصركم ومقر جلادكم ولا ينتظر منكم برقية أو إشارة لفك الحصار أو التندر بثوب الحيادية التي ندرك إنها عطية مزين إنتهى وقتها منذ خمسة أشهر ونيف.

الفرسان الذين شاهدتموهم في قيزان الفاشر مع قادتهم( أبو جلك وعبدالله حسين و عبدالله يعقوب ) لن ينتظروكم في دونكي بعايشم ولا المالحة ولا طويلة) ولا غيرها ، بل قدوماً إليكم من كل فجٍ عميق يحملون في جعبتهم أمرين لا ثالث لهم ( الشهادة أو النصر )

ليس التعيس من اتعظ بغيره كما يقول المثل الشائع، بل التعيس من ينتظر أن يأتي إليه مصير غيره في موقعه ، واحسب إنكم اتعس خلق الله في الأرض فقد ذقتم مرارة الحرب ثلاثة وأربعة مرات وفي الخامسة ويلاً لكم من بائساً شديد .

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *