افادات مهمة مع والي شمال دارفور السابق: الدعم السريع لم يستهدف اي مكون اجتماعي ولايوجد خطر على اي مجموعة عرقية.!!
نمر عبدالرحمن ..
“المؤتمر الوطني حرف الحرب من أجل استقطاب الناس وصوروها بأنها بين الدعم السريع والشعب السوداني، وهذا ليس له أي أساس ولا مرتكز”.
الجماهير: بلو نيوز الإخبارية-
إلى مضابط الحوار .. مرحبا بك الأستاذ نمر عبدالرحمن..
- ما بين اقالتكم من قبل البرهان، وبين تنكره للوثيقة الدستورية في 25 أكتوبر 2021، يبرز سؤال حول شرعية حكومة برهان وشرعيتكم كوالي لولاية شمال دارفور، مع العلم ان شرعيتكم تستند أيضا على اتفاقية جوبا المدرجة في الدستور؟
طيب شكرا جزيلا لك يا أستاذ البشر على إتاحة الفرصة في صحيفة الجماهير والتحية لكل الجماهير، فيما يتعلق بالسؤال الأول، نحن كقوة ثورة ديسمبر ونستند للوثيقة الدستورية، لا نعترف بشرعية الحكومة في السودان. وهذا حدث بعد انقلاب 25 أكتوبر، حيث جمد الاتحاد الإفريقي عضوية السودان، ولم يعترف العالم بحكومة الانقلاب، وبالتالي فقدت شرعيتها فيما يخص تمثيل السودان داخليًا وخارجيًا. ولكن هنا يبرز سؤال: إذا كانت قد فقدت الحكومة شرعيتها بعد انقلاب 25 أكتوبر، لماذا ظللت أعمل واليًا لشمال دارفور طوال الفترة السابقة؟
لأنه لا توجد حكومة شرعية حتى نقدم استقالة لها، هذه حكومة غير شرعية ونحن لا نعترف بها ولا نتعامل معها.
والي شمال دارفور السابق ..
“الدعم السريع لم يستهدف اي مكون اجتماعي ولايوجد خطر على اي مجموعة عرقية”، والتعريف الصحيح للحرب ليس أبعاد عرقية ولا علاقة لها بمكونات المجتمع.
نحن جئنا عن طريق الوثيقة الدستورية، وباتفاق جوبا لسلام السودان، وما نفعله يستند لهذه الوثائق الدستورية.
من ناحية اتفاقية جوبا لسلام السودان، لا تمتلك الحكومة الحالية أي شرعية في إقالة أي شخص، سواء كان وزير أو والي أو عضو مجلس سيادة، وذلك لأنها حكومة غير معترف بها من قبل قوى الثورة. وبالتالي نحن لا تهمنا قرارات الإقالات، لأننا نستمد شرعيتنا من الوثيقة الدستورية واتفاق جوبا لسلام السودان وقوى الثورة، وليس من حكومة لا تملك شرعية في الواقع.
وحتى المفاوضات في فترة ما بعد الحرب، كانت بين القوات المسلحة والدعم السريع وليس هناك أي طرف يستطيع أن يدعي بأنه يمثل الحكومة الشرعية في السودان. وكل القوانين والنظم واللوائح تؤكد أن هناك خرقا للوثيقة الدستورية، وعالميا لا يوجد اعتراف الآن بحكومة شرعية في السودان. وبالتالي فإن كل الحديث عن الإقالات والإعفاءات غير مسنودة بسند دستوري ولا يحترم اتفاقية جوبا لسلام السودان.
- كيف ترى وضعية اتفاقية جوبا لسلام السودان في ظل الوضع السياسي الراهن خصوصا أن القوى الموقعة عليها تفرقت أيدي سبأ، منهم من آثر الحياد ومنهم من امتشق حسامه ليقاتل في صف الجيش؟
“بعد الحرب، في اصبحت الوثيقة الدستورية غير موجودة، وكذلك اتفاقية جوبا لسلام السودان التي اعتبرها في غرفة انعاش ويمكن أن يحدث إعلان الوفاة في أي وقت”.
فيما يتعلق بوضعية اتفاقية جوبا للسلام والسودان بعد الحرب، في الحقيقة الوثيقة الدستورية غير موجودة، وكذلك اتفاقية جوبا لسلام السودان التي اعتبرها في غرفة انعاش ويمكن أن يحدث إعلان الوفاة في أي وقت. خاصة أن أطراف الاتفاقية تقسمت بعد الحرب، فهناك جزء محايد ويعمل من أجل وقف الحرب، وجزء آخر مساند للحرب من خلال دعم الجيش. وبالتالي وضعية اتفاقية جوبا للسلام أصبحت معقدة، وحتى الوساطة التي ساهمت في صناعة الاتفاق أصبحت بلا دور يمكن أن تلعبه، وكان يمكن أن تعمل من أجل المحافظة عليها، لأن جزء من مكتسبات اتفاقية جوبا هي أننا تمكنا من مخاطبة قضايا حقيقية عندها علاقة بجذور الأزمة في السودان، وحاولنا نعالج القضايا المتعلقة بالظلم السياسي. ولذلك افتكر أن اتفاقية جوبا لسلام السودان لها مكاسب كبيرة جدا لسكان دارفور وكان يجب التمسك بها.
“حكومة بورتسودان غير شرعية، ونحن لا نعترف بها ولا نتعامل معها”.
ولكن الحرب الحالية في السودان ستكون لها آثار سالبة على الاتفاقية، وربما تعرضها لخطر الانهيار.
كان يجب أن تكون كل أطراف اتفاق جوبا لسلام السودان محايدة في الصراع ا وأن تعمل من أجل وقف الحرب وإحلال السلام والعمل على تأسيس دولة مدنية ديمقراطية حديثة، وللأسف بعض الحركات التي اصطفت إلى جانب الجيش لم تذهب في هذا الاتجاه، الأمر الذي سيكون له آثار سالبة على الاتفاقية.
- كل الحركات الرئيسية الخمسة الموقعة على اتفاقية جوبا- مسار دارفور شهدت انقسامات وتصدع وتباين في المواقف تجاه حرب الخامس عشر من أبريل، في تقديركم ما هي أسباب تلك الانقسامات وذلك التباين؟
فعلا حرب 15 أبريل قسمت عددا من الحركات لـ مؤيدين للحرب وداعمين للجيش، وحركات محايدة تعمل من أجل وقف الحرب. مما ساهم في تقسيم الحركات الخمسة الموقعة على اتفاق جوبا. وهناك حركات انقسمت داخليا، على سبيل المثال ظهرت أجسام من قوات المجلس الانتقالي وتجمع قوى التحرير أصبحت داعمة للحرب ومصطفة إلى جانب الجيش.
وفي الأصل ما كان يجب أن تقسم حرب 15 أبريل الحركات الموقعة على الاتفاق، لأننا لم نشعل هذه الحرب، ولا نعرف أسباب اندلاعها وما كنا نفعله هو تنفيذ اتفاقية جوبا لسلام السودان. بالإضافة لأننا نعمل مع القوى المدنية والثورية من أجل تحويل السودان من دولة الحروبات الأهلية والانقلابات العسكرية وسيطرة الحكومات الشمولية إلى دولة المواطنة والديمقراطية.
وبالتالي فإن انحياز بعض الحركات للقتال في صف الجيش، لن يساهم في إنجاز أهدافنا التي نعمل من أجلها، ومن ضمنها تأسيس دولة مواطنة في السودان. هي انحيازات بلا أساس ولا ترتكز إلى أي مبادئ.
وفي بداية الحرب، أعلنت أطراف اتفاق جوبا لسلام السودان رسميا الحياد في الصراع بين الجيش والدعم السريع، والعالم شهد على ذلك، وكان هناك احترام لمواقفنا المناهضة للحرب. وكنا نعمل مع قوى الثورة بما فيها لجان المقاومة من أجل وقف الحرب وبناء الدولة الديمقراطية الحديثة في السودان. ولكن الآن، هل يمكن أن يؤدي دعم بعض الحركات للجيش، ودخولها للحرب بجانبه، إلى إقامة دولة مواطنة؟ هل يتسق ذلك مع مبادئنا وأهدافنا؟ بالتأكيد لا، إن الاصطفاف مع الجيش يعتبر ضد مبادئنا وأهدافنا التي تنص على أولوية العمل مع القوى المدنية من أجل بناء الدولة الديمقراطية الحديثة.
هذه التقسيمات أثرت عليها المصالح، المحرك الأساسي لهذه التقسيمات هي المصالح وسط الموقعين على اتفاقية جوبا لسلام السودان.
- لقد تعرضت قواتكم (حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي) لهجوم قبل أقل من شهر داخل مدينة الفاشر، ما هي القوات التي هاجمتكم وما هو ردكم على هذا الهجوم؟
فعلا تعرضت قواتنا لهجوم، وهذا يعود لكوننا أعلنا موقف الحياد ورفضنا المشاركة في المعارك، في حين أن هناك حركات أخرى انضمت للجيش. بعد ذلك فضلنا الانسحاب، وعدنا لمناطق ارتكازات قواتنا خارج الفاشر حفاظًا على أرواح المواطنين وحفاظًا على موقفنا المحايد.
قواتنا تعرضت لهجوم من قبل الجيش والحركات الموالية له في الفاشر، وهاجموا عناصر من حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي دون وجود أي مبرر، فقط لأننا قررنا عدم القتال معهم، وقررنا أن نستمر في الحياد مهما رفض الآخرين. لذلك تم مهاجمة قواتنا التي تصدت للكمين الذي نصب لها، والآن تتواجد في مناطق ارتكازاتها، وموقفها هو الحياد في هذه الحرب والعمل من أجل وقف الحرب في السودان وإعادة المسار المدني الديمقراطي. وبسبب هذه المواقف جرى الهجوم على قواتنا من قبل الجيش والحركات الموالية له.
- عاصمة ولايتكم الفاشر تحت الحصار وتشهد قتالا ضاريا في الأيام الماضية وهنالك بعض من رفقاءكم موقعي اتفاقية جوبا قرروا القتال دفاعا عن المدينة، ما هي مبررات موقعي جوبا لاتخاذ هذا الموقف خاصة أن الدعم السريع لم يقم بالاعتداء على أي موقع من مواقعهم ولم يقم حتى باستفزازهَم بشكل أو بآخر منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023؟
فيما يتعلق بالوضع في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، الوضع خطير جدا، ونحن منذ زمن بعيد ظللنا نعمل بكل ما لدينا من أجل المحافظة على المدينة، وشكلنا لجان أشهرها “لجنة الوساطة والحكماء” والتي عملت من أجل المحافظة على أرواح المواطنين وعدم تجدد الحرب في الفاشر. وكان الموقف الموحد والمحايد للحركات المسلحة من الحرب ساعدنا كثيرًا في التحدث إلى كل من الدعم السريع والجيش، وقد نجحنا بشكل كبير في الحفاظ على استقرار الأوضاع.
ولكن الآن تغيرت الوقائع، وأصبحت هناك حركات داعمة للجيش، مما ساهم في تعقد الموقف في الفاشر. بالإضافة للاستنفار الذي تقوم به لجان الإسناد التابعة للمؤتمر الوطني والنظام البائد، وتشجيع جزء من المجتمع بعدم الوعي ضد بعضه البعض. أنا أعتقد أن المجتمع يجب أن لا يشجع الحرب، ولا يقف في صف أي من الأطراف المتحاربة، بل يجب أن نسعى من أجل تقليل حدة التوتر والاستفزازات ونمنع وقوع المعارك ما بين الأطراف المتحاربة للمحافظة على المواطنين الأبرياء. وأنا أتحدث عن المواطنين الأبرياء، لأن هناك أعدادا كبيرة جائت إلى الفاشر من نيالا وزالنجي والجنينة والخرطوم، واستطعنا أن نحميهم عبر “لجنة الوساطة والحكماء”. واستطعنا عبر اللجنة حماية مدينة الفاشر بشكل كبير. وكانت رسالتنا لإخوتنا في اتفاقية سلام جوبا أن موقفنا هذا سيساعد بشكل كبير، وكنا ساعين لأن نكون قوة كبيرة محايدة تعمل على تأمين معسكرات النازحين في حال تعرضها لاعتداء من أي جهة.
كنا نفتكر أن دور حركات الكفاح المسلح هو تكوين قوة كبيرة محايدة، لا تخلق أي إشكالات، لا مع الجيش ولا مع الدعم السريع، هدفها تأمين معسكرات النازحين. ومن ثم تعمل على التنسيق مع قوات الدعم السريع في نيالا وزالنجي والجنينة من أجل حماية المواطنين والمحافظة على السلم الاجتماعي، هذا الأمر كان يجب أن يكون الخطة الرئيسية لحركات الكفاح المسلح الموقعة على اتفاقية جوبا لسلام السلام. وحتى حركة عبد الواحد والتي هي غير موقعة على اتفاقية السلام، يمكن أن تصبح جزءً من توفير الأمن وحماية المواطنين ومساعدة القوافل الإنسانية. وكنا نعتقد أن القوتين -الجيش والدعم السريع- مشغولين بالمعارك، وبالتالي من المفروض أن تكون هناك قوة أخرى تساهم في تخفيف معاناة المواطنين، وتساعد في جلب القوافل الإنسانية والتجارية، والمحافظة على السلم الاجتماعي، وتحريك عجلة الحياة بشكل عام في إقليم دارفور، ويمكن الاستفادة من هذه القوة في السودان كله، ما دام أنها محايدة وتحتفظ بعلاقة ممتازة مع الأطراف المتحاربة تسمح لها بالتحرك بحرية.
أنا أعتقد أننا لا زلنا نحتاج لهذه الخطة في المستقبل، حتى نستطيع أن نستمر كقوة محايدة ويكون لنا دور في وقت الحرب ونساعد في تخفيف معاناة الناس.
الوضع في الفاشر الآن خطير جدا، ونحن قدمنا نداءات ومناشدات، ولا زلنا نقدم، للأطراف المتحاربة قائلين لهم: ما دام هناك إصرارًا على استمرار المعارك، فمن الأفضل فتح ممرات آمنة للمواطنين للخروج من المدينة، وهذا الطلب قدمته أيضا للمبعوث الأمريكي للسودان، يجب أن يكونوا المواطنين بعيد عن المناطق العسكرية، فحياتهم أصبحت معرضة للخطر بسبب القذائف والقصف الجوي.
- هناك حديث عن وجود القوات المشتركة داخل مدينة الفاشر، هل القوات الموجودة داخل الفاشر الآن تمثل القوات المشتركة، خاصة التي أعلنت الخروج عن الحياد وانحيازها للقوات المسلحة؟
بعد تبدل مواقف بعض الحركات، الآن لا توجد قوة مشتركة، لأن حصل لها تقسيم، هناك حركات موالية للجيش وأخرى محايدة.
مثلا نحن في حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي، قواتنا محايدة، وكنا جزء من القوة المشتركة التي اشتركت فيها كل أطراف اتفاقية جوبا للسلام. الآن المواقف تغيرت وبالتالي المهمة تغيرت، وفي الفاشر لا توجد قوة مشتركة، هناك الجيش والحركات الموالية للجيش فحسب، وكل الحديث عن القوة المشتركة في الفاشر تزييف.
ومنذ اليوم الأول، حينما تم إعلان موقف باسم القوة المشتركة مساند للجيش في بورتسودان، نحن في حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي، وتجمع قوة تحرير السودان، والتحالف السوداني، نشرنا بيان، وأكدنا أن موقف الحركات في بورتسودان لا يمثلنا.
“نسعى لتكون قوة مشتركة محايدة تضم كافة الحركات التي لها استعداد على الالتزام بموقف الحياد الكامل، وأؤكد على عدم وجود أي قوة مشتركة في الفاشر، هناك الجيش والحركات الموالية له والداعمة للحرب”.
والآن نحن نسعى لتكون قوة مشتركة محايدة تضم كافة الحركات التي لها استعداد على الالتزام بموقف الحياد الكامل، وأؤكد على عدم وجود أي قوة مشتركة في الفاشر، هناك الجيش والحركات الموالية له والداعمة للحرب.
- كيف ترى الوضع الإنساني خاصة مع وجود عدد من الحركات المسلحة في معسكرات النازحين معسكر زمزم وأبوشوك، وهل ترى في استخدام المعسكرات كدروع بشرية جريمة إنسانية؟
“التقارير تتحدث عن حوالي 800,000 نازح بالفاشر، وأنا لا أتحدث عن الفاشر فحسب، فالوضع الإنساني كارثي في كل إقليم دارفور”.
الوضع الإنساني في الحقيقة خطير جدًا، لأن هناك أعدادًا كبيرة من النازحين من الولايات الأخرى، التقارير تتحدث عن حوالي 800,000 نازح بالفاشر، وأنا لا أتحدث عن الفاشر فحسب، فالوضع الإنساني كارثي في كل إقليم دارفور. ولذلك نحن نتحدث الآن عن أهمية وجود آلية دولية عابرة للحدود ولا تستند لإذن أي طرف من الأطراف، من أجل توصيل مساعدات بصورة عاجلة للمواطنين. ونحن نعمل الآن من أجل إقناع الجهات الدولية بضرورة وجود آلية إنسانية عابرة للحدود، حتى نستطيع تجنيب أهلنا خطر المجاعة القادم. وبالتالي الوضع الإنساني خطير، والمدنيين معرضين للمجاعة، خصوصا مع اقتراب فصل الخريف، كما أن النظام الصحي منهار أيضا في دارفور عموما والفاشر خصوصا. وحاليا المستشفيات الموجودة في الفاشر لا تستوعب الأعداد الكبيرة من المرضى، وأكثرها خرج عن الخدمة.
“الوضع الإنساني يحتاج لقرارات أممية سريعة من أجل إنقاذ حياة المواطنين، ونحن كحركات محايدة على أتم الاستعداد أن نتعامل مع كل الآليات الدولية من أجل إنقاذ إنسان دارفور”.
نحن نفتكر أن الوضع الإنساني يحتاج لقرارات أممية سريعة من أجل إنقاذ حياة المواطنين، ونحن كحركات محايدة على أتم الاستعداد أن نتعامل مع كل الآليات الدولية من أجل إنقاذ إنسان دارفور أو من أجل تقديم مساعدة لإنسان دارفور، أو تسهيل عمل المنظمات من أجل الوصول للمحتاجين في الإقليم. ونحن التقينا بالمبعوث الأمريكي وتحدثنا عن الوضع الإنساني وخطر المجاعة القادم في دارفور.
ومتوقعين أن تصدر في يونيو القادم قرارات دولية فيما يخص الشأن الإنساني، والأمني، والقصف الجوي الذي ظل يتعرض له المواطنين الأبرياء.
بالرغم من أن القتال بين الدعم السريع والجيش يدور في كل ولايات السودان، واسقط الدعم السريع ولايات دارفور تباعا، الا ان صوت الأسرة الدولية أصبح عاليا ضد القتال في الفاشر، في تقديركم لماذا ذلك وما هي ميزة عاصمة ولايتكم لتحظي بمثل هذا الاهتمام دون سائر مدن السودان.
وضعية الفاشر مختلفة، لأنه هنا أعداد كبيرة من النازحين من الولايات الأخرى جاءوا إلى المدينة، وموجودين حاليا في مراكز الإيواء والمعسكرات والأحياء، لذلك نحن نتخوف من أن تؤدي المعارك لسقوط أعداد كبيرة من الضحايا وسط المدنيين في الفاشر. نحن تهمنا حياة المواطنين وأمنهم وسلامتهم، ومناشداتنا ومطالبتنا للجهات الدولية تنصب في حثها على لعب أدوارها في الضغط على أطراف الصراع الداخلية من أجل المحافظة على حياة المدنيين.
- احتمالات الفتنة وتحور الصراع في ولايات دارفور إلى صراع قبلي شاخصة للعيان. كيف يمكن تفادي تلك الفتنة وإنقاذ قبائل دارفور؟
إذا فسرنا هذه الحرب تفسيرًا صحيحًا ولم نقحم إقليم دارفور في المعركة بين الجيش والدعم السريع، وكذلك أبعدنا مكوناتنا الاجتماعية من الصراع فإن احتمالات الحرب الاجتماعية ستقل. ولا يجب أن نقحم بعض المكونات الاجتماعية في الحرب بحجة أن الدعم السريع يستهدفها في إقليم دارفور هذا حديث غير صحيح.
نحن نحتاج الحكمة والمسؤولية من القادة السياسيين والأهليين والمثقفين، من أجل تثبت أن هذه الحرب ليس لها أي علاقة باستهداف أي مكون اجتماعي في دارفور، وليس هناك أي مكون اجتماعي معرض للخطر. وإذا فعلا استمرينا في شرح ذلك للمواطنين، يمكننا أن نتفادى الفتن الاجتماعية، وهناك جهات كثيرة تسعى لإحداث حرب قبلية واجتماعية في دارفور، وبالنسبة لها يجب أن يكون هناك تغيير لمسار الحرب وحصر لها في مناطق جغرافية محددة. لذلك نحن نرى أن دور القيادات السياسية والأهلية والمثقفين والنشطاء والإعلاميين هو منح الحرب تعريفها الصحيح والذي لا يربطها بأي أبعاد عرقية، هي حرب ليس لها علاقة بمكونات المجتمع. ذلك فقط ما يجنبنا مخاطرة حدوث الحرب الأهلية.
وأعتقد أن عدد كبير من الناس في دارفور لديهم وعي كبير بالحرب الدائرة الآن، واستفادوا من التجارب السابقة، وأصبح وعيهم بمسببات الحروب ومعرفة طبيعتها كبير جدا، لذلك برأيي ليس هناك مؤشرات للحرب الأهلية في الإقليم.
وعمل فلول المؤتمر الوطني أو النظام البائد من أجل تحريف الحرب ومنحها تعريف خاطئ من أجل استقطاب الناس، حيث صوروها بأنها بين الدعم السريع والشعب السوداني، وهذا حديث ليس له أي أساس ولا مرتكز. الحرب معروفة، وهي بين الجيش والدعم السريع، وفي الفاشر نجحنا في الفترة السابقة في الحفاظ على الأمن لأننا لم نترك أي مساحة لتفسير الحرب تفسيرًا خاطئًا، ولجنة الوساطة والحكماء ظلت تعمل كوسيط بين الأطراف وفقا للتقسيم السابق لأطراف الحرب.
الحرب بين الجيش والدعم السريع، ولا استهداف لأي مكون اجتماعي، ويجب على الإعلاميين والمثقفين والذين لديهم معرفة بجذور الصراع في السودان أن يتحدثوا في وسائل الإعلام من أجل المساعدة في توعية شعبنا وعدم استغلاله من أي جهات أخري. وإذا خرج أي حديث عن استهداف مكون ما، أو أصبح في خطر، يجب علينا أن نعمل حملة وننفي فيها الشائعات عن استهداف القبائل.
أختم حديثي بالشكر الجزيل لصحيفة الجماهير، ونتمنى أن نلتقيكم في مرات أخرى. لكن رسالتي لشعبنا: نحن كقوة عسكرية نقف ضد الحرب، ونعمل بكل ما نملك من أجل إيقافها، وإعادة المسار المدني الديمقراطي، والمحافظة على مبادئ الثورة الممتدة التي بدأت منذ العام 2003م في دارفور، وشارك فيها أشخاص من جبال النوبة والنيل الأزرق ومناطق أخرى من السودان. وأؤكد أن قواتنا بعيدة من مناطق الاحتكاك، ونعمل الآن مع كل القوى السياسية المدنية المطالبة بإعادة المسار المدني بما فيها تنسيقية تقدم.
ونتمنى كذلك أن يحدث وقف لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن، حتى نستطيع مع القوى المدنية إنجاز المسار الديمقراطي.