إبراهيم مطر: محمد جلال هاشم “مثال” لانحطاط المثقف.!!

225

إبراهيم مطر: محمد جلال هاشم “مثال” لانحطاط المثقف.!!

شهوة ان تكون الخصومة في عزها

واضحة

غير مخدوشة بالعناق الجبان

مريد البرغوثي

 

ما من عجب في أن يتخذ “الفلنقاي” المثقف “محمد جلال هاشم”، موقفه الحالي المنحاز للعنصرية والديكتاتورية والإجرام وما إليه من مفردات، هي شيمة حليفته “الحركة الإسلامية السودانية” في كل الحقب والعصور، كون الموقف يشبهه بامتياز، كانتهازي لا علاقة له بالمبادئ والقيم، وما ظل يتشدق به من ألفاظ ثبت بالتجربة، ومنذ سنوات، أنها لا تعني عنده سوى “جواز مرور” لمصالحه الخاصة، لا يراعي فيها حلالاً ولا حراماً ولا أخلاقاً، ولا عهداً ولا ذمة.

وبما أن الخيرية في تدين السودانيين الشعبي ترتبط بقيمة الإنسان وسط أهله وعشيرته استناداً لقول النبي المعصوم (خيركم خيركم لأهله)، فإن مما يمدح به الكبار في السودان، هو علاقتهم الطيبة مع ذوي القربى، ومدى “النفع” الذي يجلبونه عليهم، وسعيهم في مصالحهم العامة وقضاء حوائجهم، فقد كان “محمد جلال” أبعد ما يكون عن الخير بهذا المعنى، وكان سلوكه مع بني جلدته من النوبيين، يتنافى مع ما يحاول أن يتقمصه اليوم من نبل كذوب.

ولعل أبلغ دليل على ذلك ما ارتكبه الإنقاذيون حلفاء “محمد جلال” في حق النوبيين من تقتيل وإسراف في سفك الدماء على مرأى ومسمع منه، فكان شاهداً على مقتل أربعة من سكان منطقة كجبار في العام “2007”، أثناء تنظيمهم مظاهرة ضد بناء السدود في مناطقهم، وحصدت بنادق الحركة الإسلامية أرواحهم في أحداث سرعان ما تحولت إلى قضية رأي عام، لكننا لم نسمع لـ”محمد جلال صوتاً”، ولم نر له دوراً واضحاً في نضالات أهله الممهورة بالدماء هذه، دفاعاً عن الحقوق، ولم يكن تدخله المتأخر فيها، إلا ليجير القضية النوبية لمصلحته الخاصة.

ونتيجة لذلك عندما حاول الانتهازي “محمد جلال” أن يصعد على أرواح من قتلوا في “كجبار” ليحتكر “لجان مناهضة السدود”، وقف له أهله وعشيرته الأقربين بالمرصاد، ورفضوا أن يمثلهم من” لم يكلف نفسه عناء زيارة المنطقة منذ انتقاله للخرطوم قبل سنوات طويلة”، ولم يعد مريضاً، أو يعزي في وفاة عزيز، وقالوا:(كيف يتزعمنا من ليس له علاقة بنا عملياً، فلا نحن نعرف عنه شيئاً، ولا هو يعرف عنا شيئاً).

وأما علاقته الثانية بأهله، فكانت عندما يزور قريبه “عالم اللغة النوبية ذاك” في ضاحية “الكلاكلة” العاصمية، وكان ذلك العالم شغوفاً باللغة النوبية، وعلى دراية واسعة بها، لكنه كان غير معروفاً للعامة، وكان يكتب مسوداته عن اللغة النوبية في كراسات “دفاتر مدرسية”. وكثيراً ما شوهد “محمد جلال” وفي يده واحد من تلك الدفاتر، خارجاً من منزله بالكلاكلة، لكنه لا ينسى أن يعير هذا العالم الجليل بشربه للخمر! وينتقص من قدره قبل أن يغادر!، ويصدر كتاباً جديداً عن “اللغة النوبية” بعد أشهر قليلة من مثل تلك الزيارات.

وأما ثالثة الأثافي والتي تجرد فيها هذا المتناقض الكذوب من كل مبدأ وقيمة، فهو سرقته لمجهود “مترجم”، بعد أن أوكل إليه ترجمة كتاب، وأوهمه “محمد جلال”، أن هذا المجهود “مجاني”، لصالح التعريف باللغة النوبية، وعليه فإن العمل فيه يكون على سبيل التطوع. لكن وبالصدفة المحضة، اكتشف المترجم بعد مجهود شهور مضني، أن المشروع ممول، وإن “محمد جلال” كان يسرق ساعات عمل كثيرة من عمره، ليضع عائدها في جيبه، دون أن يرف له جفن، أو أن يرى في الأمر حرج، ولذا فإن حديث هذا “الجلال” عن المبادئ والقيم، هو محض كذب بواح.

لا يوجد ما يستدعي الدهشة في انتهازية “محمد جلال”، وانحيازه لعكس ما ظل يتشدق به لسنوات، كون الانتهازية ملتصقة به التصاق الجلد بالعظم، ولم يحدث سوى أنها طفحت إلى السطح، بعد أن أرهقه التمثيل والتصنع. ومثلما كشفت حرب أبريل الغطاء عن أطنان من الزيف عند أمثال هذا المدعي اعتماداً على غفلة الناس وعدم معرفتهم بمعادنهم الحقيقة، فقد كشفت عن إن “محمد جلال” لا يعدو كونه “عنصري صغير”، يغالط التاريخ والجغرافيا والحقائق، وينكر ما تراه العين المجردة، آملاً في أن تقنع لغة جسده ورفع حاجبيه وابتسامته الصفراء من يسمعه بعكس ما يراه أمامه ماثلاً للعيان، ولا يعدو كونه خائفاً من أن يعصف التغيير، بكل ما أحاط به نفسه من أكاذيب.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *