فاطمة لقاوة تكتب: “النهود” تحت راية “السافنا”!

17
فاطمة لقاوة

بقلم الأستاذة: فاطمة لقاوة

في تحول ميداني هائل وحدث سيبقى محفوراً في الذاكرة العسكرية السودانية، تمكنت قوات الدعم السريع بقيادة القائد الميداني المعروف “السافنا أبو شقراء “من تحرير مدينة النهود في ولاية غرب كردفان، بعد معركة ضارية إنتهت بـ هزيمة القوات المسلحة السودانية ومصرع قائد اللواء 18 مشاة، العميد ضياء الدين منصور.

بخًطط مُحكمة وتنسيق غير مسبوق، تقدمت وحِدات الدعم السريع نحو النهود، متجاوزة خطوط التحصين دون أن تلحق أضراراً كبيرة بالبنية التحتية المدنية،وأثبتت القوات كفاءتها العالية، حيث باغتت الجيش السوداني في أكثر مواقعه تحصيناً، ما أدى إلى إنهيار دفاعات اللواء 18 خلال ساعات قليلة.

مقتل العميد ضياء الدين شكل لحظة فارقة، ليس فقط عسكرياً، بل معنوياً، إذ إنهارت الروح القتالية لبقية الجنود، فلاذوا بالفِرار موليين الأدبار ،تاركين خلفهم عربات وأسلحة إستولت عليها قوات الدعم السريع، في مشهد وصفه البعض بـ”الزحف الساحق”.

بعيداً عن صخب السلاح، أطلّ القائد الميداني السافنا أبو شقراء كوجه إنساني وقيادي فذ، جسّد قيم الإنضباط والرحمة،فبمجرد دخول النهود، أصدر أوامره بحماية الأسواق والمستشفيات، ومنع أي إنتهاكات بحق المدنيين،كما أشرف بنفسه على توزيع مساعدات طارئة، وتنظيم فرق طبية لمعالجة المرضى والجرحى.

ولم تتوقف إنسانيته عند ذلك، بل أطلق مبادرة لتأمين مخزون الدواء والغذاء لأحياء المدينة، مما حوّل الدعم السريع من “قوة عسكرية” إلى “قوة مجتمع”.

هذا الإنتصار النوعي في النهود لم يكن مجرد نقطة على الخريطة، بل نقلة نوعية في موازين القوى،فقد فتحت المدينة بوابة إستراتيجية نحو عاصمة شمال كردفان “الأبيض” حيث تجثوا هياكل الفِرقة الخامسة التي أصبحت النملة أم أريش التي يسهل التمكن من نهايها.

تحرير مدينة النهود زعزعت ثقة القيادة العامة للقوات المسلحة، التي راهنت على صمود اللواء 18 كموقع دفاع متقدم،ووضعت الفِرقة 《٢٢》بابنوسة في موضع لا تُحسد عليه،حيث اللبيب بالإشارة يفهم .

كما رفعت هذه المعركة من معنويات مقاتلي الدعم السريع في جبهات أخرى، وأعادت تعريف صورتهم في الأذهان: من قوة صِدام إلى قوة إدارة وحماية وتحكم.

النهود اليوم تحت راية جديدة، وإدارة مختلفة، بقيادة رجال يعرفون متى يشهرون سيوفهم، ومتى يمدون أياديهم للمساعدة. وعلى رأسهم يقف السافنا أبو شقراء، القائد الذي أثبت أن القيادة ليست فقط في إطلاق النار، بل في زرع الأمان داخل المدن التي تُحرر.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *