مستقبل العلاقات السودانية التشادية علي ضوء انتخاب الجنرال “ديبي” رئيسا لدولة تشاد، واثره علي دارفور.

194
الأستاذ يوسف فضل فرج.

 

يوسف فضل فرج الله ..

“مستقبل العلاقات السودانية التشادية علي ضوء انتخاب الجنرال “ديبي” رئيسا لدولة تشاد، واثره علي دارفور”.

يربط السودان ودولة تشاد علاقات ازليه عمقها التاريخ وربطت بينها الجغرافيا وعززها الرابط الاجتماعي حيث يوجد تداخل قبلي حدودي بين البلدين لان اقليم السودان الغربي اي دارفور تعتبر بوابة السودان مع تشاد فيها عديد من القبائل المشتركة كانها الأشجار جذورها في تشاد وفروعها بالسودان هذة العلاقات الاجتماعية ظلت واحدة من ممسكات ومفككات الأوضاع الامنيه بين البلدين فاذا كانت الأوضاع الامنية والسياسيه مستقرة في دولة تشاد نري هذا الشي له انعكاس ايجابي علي دارفور وكذلك الاستقرار الامني في حدود السودان الغربية ينعكس علي الجارة تشاد

لذلك مسالة الامن ظلت تكاملية

وللحديث عن حدود السودان ودولة تشاد هنالك اشارة مهمة لابد ذكرها وهي رغم طول الحدود بين البلدين حوالي ١٣٠٠كيلومتر حيث تبدا من باهاي وادي هور ،كرنويا والطينة شمال دارفور مرورا بكلبس ،ادري وفوربنقا غرب دارفور الي ام دخن بوسط دارفور وصولا لاخر نقطة حدودية ابوجرادل في ولاية جنوب دارفور ذائد العدد الكبير للقبائل الحدودية، علي سبيل المثال القرعان، القبائل العربية الحدودية،والزغاوه، المساليت، الكنين، التامة، البرقو وقبائل اخري كثيرة، ورغم عدم اكتمال ترسيم الحدود المشتركة بين البلدين في ١٩٩٥م.

الا انها اي تشاد الجارة الوحيدة من دون جيران السودان حسب علمي لايوجد بينها ودولة السودان اي نزاع علي منطقة حدودية.

There are no conflicts in demarcation borders between both countries

هذة النقطة اعتقد هامة وجوهرية عن العلاقات السودانيه التشادية، ولكن رغم ذلك هنالك تقلبات سياسية وصراعات اقليمية رمت بظلالها علي البلدين، وتعتبر من اكثر الهواجس التي عانتا منها خاصة اقليم دارفور ظل مهدد باي أضطراب أمني داخلي اوخارجي مما تتسبب في عدم الاستقرار بالاقليم نتيجة ما صنعته الانظمة السياسية المتجاورة

ابتدائا من الصراع السياسي التشادي في نهاية عهد حسين هبري الرئيس التشادي الأسبق حيث كان له أثر خلف هذا الصراع علي الحكم في تشاد له تاثير أمني علي الحدود السودانية (دارفور) وذاد من السيولة الامنية نشاط عصابات النهب والصراع الداخلي الذي انعكس بشكل سلبي علي الاقليم مما ادي الي اللجوء، النزوح وحروب قبليية بين الحدود وهجرات من أجل الكلاء والفلاء رويدا خلقت صراع الاراضي في اقليم دارفور وسلب ونهب بين المجموعات السكانية بالاقليم

ايضا من التداعيات الامنية التي لها أثر في اقليم دارفور قيام الحركات المسلحة المطلبية الدارفورية وتكوينها العشائري هذا الشي ادي الي حرب مطلع الالفينات غذاها نظام البشير السابق بخلق شرخ اجتماعي دارفوري ساعد في ذلك خطاب الحركات في بداية عهدها كانت متقوقعة ووصفت بأنها قبلية ابرز افرازاتها مصطلحات الزرقة والعرب ،عندها استغلت الدولة واستخبارتها الطرف الثاني وهو جزء من المكونات العربية وتم دعمها كحليف تحارب بجانب حكومة الخرطوم الشي الذي حينها فعلته الحركات بتمددها اقليميا مما وجدت إسناد ودعم لوجستي واعلامي من بعض دول الجوار مستقلة بعض الروابط الجغرافية والقبلية امثال دولة تشاد المتهمة بالوقوف مع حركات دارفور خاصة العدل والمساواة.

حيث جرت اتهامات متبادلة بين النظامين السابقين انجمينا والخرطوم البشير بدعم المعارضة التشادية كذلك اتهام ديبي بدعم الحركات المسلحة الدارفورية وصل الأمر حد الفتور وقطع العلاقات الدبلوماسية وكان الاقليم المشترك يدفع الثمن حيث كانت المعارضة التشادية في إلاراضي الحدودية السودانية وكانت المعارضات السودانية من الحركات علي الاراضي الحدودية التشادية الي ان وصل الامر معارك داخل عواصم الدولتين المعارضة التشادية المتهمة بالدعم من النظام السوداني دخلت العاصمة انجمينا لاسقاط نظام ادريس ديبي.

كذلك حركة العدل والمساواة المتهمة بالدعم من قبل النظام التشادي دخلت في عملية الذراع الطويل العاصمة الخرطوم ٢٠٠٨م لاسقاط نظام البشير الذي يؤجج العلاقات السودانيه التشادية

هذة الصراعات والعلاقات الدوبلوماسية التي تتارجح ايجابا وسلبا حسب سخونة الاحداث والاوضاع الداخلية للبلدين والتي ذادت حدتها بعد اندلاع حرب دارفور سنة٢٠٠٣ ظل الاتهام المتبادل يطبع العلاقة بين الخرطوم وإنجمينا.

ومن أبرز المحطات التي مرت بها العلاقة بين الجارتين، حسب مركز بحوث ودراسات دول حوض البحر الأحمر وجامعة سليمان الدولية بتركيا الذي نشر في عام ٢٠٢١م مسالة التداخل الحدودي القبلي بين السودان وتشاد في مجلة الغلزم للدراسات الامنية والاستراتيجية جاء فيها ابرز المحطات السياسية عن فتور العلاقة بين النظامين هي بتاريخ 27 يناير/ كانون الثاني 2003:

وبعد اندلاع حرب الحركات بدارفور وقعت الخرطوم وإنجمينا على اتفاقية أمن وتعاون سياسي.

فبراير/ شباط 2003: الحرب ادت الي

لجوء قرابة ربع مليون من سكان دارفور إلى تشاد.

3 أكتوبر/ تشرين الأول 2006:

إغلاق تشاد لقنصليتها في الجنينة بغرب السودان وإغلاق السودان قنصليته بمدينة أبشه بشرق تشاد.

29 ديسمبر/ كانون الأول 2007:

رفع السودان شكوى ضد تشاد أمام الأمم المتحدة متهما إياها بانتهاك حدوده.

الا انه جاء اتفاق طرابلس الغرب بين البلدين الذي ينص على حظر استخدام أي منهما لأراضيه للهجوم على الآخر وإجرائهما دوريات حدودية مشتركة.

بنائا علي ماورد من قبل (مركز بحوث ودراسات دول حوض البحر الأحمر ) أعلاه.

تاثر اقليم دارفور من الحرب وعدم الاستقرار الأمني لوقت طويل نتائجها الاقليم ظل في الفقر وعدم البنية التحتية ونقص الخدمات والمشاريع الاقتصادية التنموية هذا بالاضافة للعوامل الطبيعية والمصنوعة مثل الحروب القبلية، الجفاف ، الحروب السياسيه في وتشاد ، الصراع القبلي الداخلي قيام حركات دارفور المطلبية طريقة تكوينها القبلي واخيرا الحرب الداخلية الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ ١٥ ابريل ٢٠٢٣ فنجد كل هذة الأشياء اثرت ويتأثر بها الاقليم لذلك وجود نظام حكم مستقر في دولة تشاد يحترم الجوار كذلك نظام سياسي في السودان يحترم الجوار ولم يتدخل في السيادة الوطنية سينعكس ايجابا علي اقليم دارفور لاسيما ان الحدود الجغرافية ليس لها فواصل طبيعيه مائية أو تضاريس جبليه تعمل علي التحكم والسيطرة علي الحدود المشتركة.

إنعكاس فوز محمد ديبي علي دارفور في ظل سيطرة الدعم السريع:

من الصعب الحكم علي علاقة تشاد مع السودان الان وأثر ذلك علي اقليم دارفور في ظل الحرب الدائرة في السودان منذ ١٥ ابريل والتي كانت من ابرز نتائجها غياب الدولة في السودان مع تدمير العاصمة الخرطوم واغلب المؤسسات السياسية كذلك بعد ١٥ابريل هنالك طرفين في الحرب طرف الجيش ويقوده رئيس مجلس السيادة السابق الجنرال البرهان وطرف الدعم السريع ويقوده نائب رئيس مجلس السيادة السابق الجنرال حميدتي.

هذان الطرفان كلا يسيطر علي مناطق حغرافية وفرض عليها شروطه كذلك كلا منهما خلق اعتراف وشبكات تواصل مع المجتمع الدولي والاقليمي اصبح مسالة النظير السياسي الواحد غير موجود بالسودان، وكل طرف يعمل بسياسة الأمر الواقع الدعم السريع فرض سيطرة شبه كاملة علي اقليم دارفور وسيطرة كاملة علي الحدود المشتركة بين اربعة دول جوار وهي ليبيا،تشاد ،افريقيا الوسطي وجنوب السودان واصبح الأمر كانه De facto government يبق اثر انتخاب الجنرال ديبي علي دارفور ولطالما حدود دارفور تحت سيطرة الدعم السريع عليه

مستوي العلاقة بين قيادة الدعم السريع والقيادة السياسية الجديدة في دولة تشاد وحتي يكون بمستوى حسن الجوار هنالك تحديات لابد اخذها في الاعتيار والتعامل معها حسب متطلبات وحاجة البلدين للاستقرار هي التي تنبئ بمستقبل العلاقة بينهما ومن أبرز التحديات.

_  الوضع الانساني الداخلي _اللاجئين ومناصرة وقف الحرب في السودان:

الحرب الجارية منذ عام بالسودان لها تداعيات وأثار كبيرة علي العلاقات بين البلدين بلا شك من أهم افرازاتها النزوح الداخلي بالسودان ، الوضع الانساني المزري كذلك قضية اللجؤ لدول الجوار.

الدور المرجو من الادارة الجديدة بالجارة تشاد العمل علي مناصرة وقف الحرب بالسودان وتحرك اقليمي دولي في هذا الشان لاسيما دولة تشاد من المتاثرين من حرب السودان الحالية وحرب دارفور السابقة وذلك بتكدس الاف اللاجئين السودانين وفرارهم لاراضيها طلبا للحماية كما جاء في معاهدة جنيف ١٩٥١م و حقوق اللاجئ بمانص في اتفاقيات الامم المتحدة، وبما ان اقليم دارفور مجاور لدولة تشاد فنجد في حالة الحروب او الكوارث يفر مواطن، هذة القضية تظل واحدة من التحديات في تعزيز السلام والاستقرار المشترك بين دارفور وشرق تشاد لذلك مدي التعاون بين الادارة الجديدة بدولة تشاد وتحركاتها لمناصرة وقف الحرب هو ما يقوي الروابط السياسية والاجتماعية ومنفعه لتشاد قبل السودان، ونحسب ان استقبال اللاجئين من قبل دولة تشاد وزيارة الرئيس الحالي كاكا لهم بالمعسكرات إشارات تدل علي احترام حقوق اللاجئ علية مهم تنصب علاقة قيادة الدعم السريع مع دولة تشاد والمجتمع الدولي في ترتيب اوضاع اللاجئين بمعسكر اللجوء في دولة تشاد

وقبل كل ذلك مطلوب عقد مؤتمر انساني بانجمينا يحشد المانحين والمجتمع الدولي للوقوف علي احوال السودان واللاجئين السودانيبن وطرق عودتهم الطوعية او الاندماج وترتيب اوضاعهم وإزالة اسباب اللجوء كواحدة من التحديات في مستقبل العلاقات السودانية التشادية كذلك توفيق اوضاع اللاجئين التشادين في دولة السودان عودتهم الطوعية لاوطانهم او اندماجهم حسب قوانين الامم المتحدة المنصوص عليها

_ قضية الحدود والامن المشترك (الجماعات المسلحة،الارهاب ومكافحة المخدرات:

حدود البلدين المشتركة طويلة وعرضة لسيولة امنية خاصة بعد حرب السودان الدائرة حتي الان ولازال المعارك في الفاشر محتدمة متوقع تنشط جماعات ارهابية،تجارة مخدرات وعصابات مسلحة نهب لذلك قدرة الطرفين علي التحكم في الحدود المشتركة هي ماتؤشر لمتانة العلاقات او ضعفها وتعزز الاستقرار الأمني بين دارفور وتشاد

وحتي يكون ذلك واقعا علي الطرفين عقد مؤتمر القبائل الحدودية يجمع بين أعيان القبايل والادارات الأهلية بشرق تشاد واقليم دارفور يناقش بناء السلام الاجتماعي والتعايش المشترك بين المكونات الحدودية يمهد لحسن الجوار الازلي ويرسم موجهات العلاقة في المستقبل هذا المؤتمر ضروري نتمني ان يقوم عاجلا، كذلك تفعيل الدبل ماسية الشعبية وتبادل الخدمات مثلا فتح جامعة الجنينة بدولة تشاد مدينة تبشي حتي يتيسر للطلاب السودانين مواصلة دراستهم وتقوية النسيج والروابط بين البلدين.

 _ قضاياء التبادل التجاري الموازي بين البلدين: 

تعد التجارة البينية إحدي عوامل الانتعاش والنموذج الاقتصادي بين البلدين الذي يعزز العلاقات المشتركة وينعكس ايجابا علي شعوب البلاد لذا تم تطويعه بإنشاء مراكز تجارية حرة باتفاقيات تعمل علي وضع النواقص والفوائض بين البلدين لمنافع.

وتعد العولمة و التكنلوجيا منفعة او مهدد لهذا النشاط بما فعلته من نسف للمنهج الاقتصادي التقليدي ونقاط العبور المحددة جمركية او رسوم تنعكس علي مجتمع البلدين، ورغم قدم التبادل التجاري بين تشاد والسودان الا انه لا توجد ارقام تعكس مستوي البادل التجاري بين البلدين يمكن القياس عليها وذلك بفعل الاقتصاد الموازي و التهريب والشبكات الإلكترونية التي تنشي اسواق عابرة.

ومالم يتم تطويع هذة الاشياء ستكون آفة علي الاقتصاد ودمار للموارد الاقتصادية وهو خصما علي مقدرات الانسان واجياله الحاضرة خاصة في حالة تشاد والسودان الفضاء مفتوح والعلاقات الاجتماعية لها اثر في صعوبة ضبط التبادل التجاري يبق علي الطرفين محاربة التهريب ووضع نقاط حدودية تعمل علي تطوير التبادل التجاري بينهما كذلك استخدام التكنلوجيا لمراقبة الاقتصاد الموازي حتي ينعكس ايجابا علي كل المجتمعات السكانية للبلدين والاقتصاد الرسمي

_ قضية تحدي مجابهة الكوارث الطبيعية (الجفاف،التصحر والافات)

تعد العوامل الطبيعية والكوارث إحدي العوامل التي تعمل علي الخلخلة السكانية والاخدود الأمني بين الشعوب

علية قضية تحدي مجابهة الكوارث الطبيعية والجفاف ،التصحر والافات) إحدي العوامل التي تحتاج الي دراسات استرتيجية ومراكز علمية تدرس كيفية مجابهة وتخفيف المخاطر الطبيعية المحتملة لتعزيز الأمن الغذائي القومي لمصلحة البلدين.

أللهم احفظ السودان

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *