زيارة إيلي كوهين .. ما يحدث سراً في الخرطوم تُعلنه تل أبيب!!

وكالات – بلو نيوز الاخبارية
تحت عنوان “زيارة إيلي كوهين.. ما يحدث سراً في الخرطوم تُعلنه تل أبيب!”، يكشف التقرير الصحفي عن تفاصيل زيارة وزير الاستخبارات الإسرائيلي السابق، إيلي كوهين، إلى العاصمة السودانية الخرطوم في عام 2021، التي شهدت لقاءات مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان ووزير الدفاع السوداني الفريق ياسين إبراهيم.
تأتي هذه الزيارة في إطار تنسيق سري بين بعض الفصائل السياسية في السودان مع إسرائيل، حيث يعتقد أن جماعات إسلامية معينة، مثل جماعة الإخوان المسلمين، كانت تعمل سراً مع إسرائيل للحصول على دعم عسكري في حربهم ضد قوات “الدعم السريع”. وتذكر تقارير إعلامية إسرائيلية أن هذه الجماعات سعت للحصول على مساعدة عسكرية، في وقت تشهد فيه السودان تحولات كبيرة في سياق النزاع الداخلي.
وفيما يتعلق بتوجهات إسرائيل، تشير تحليلات أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية على دراية كاملة بكل تفاصيل الصراع العسكري والسياسي في السودان، بما في ذلك الأشخاص الذين يتحكمون في الجيش السوداني المزعوم، مثل علي كرتي. هذه الزيارة تفتح باباً كبيراً من التعاون الأمني والاقتصادي بين السودان وإسرائيل، وهو ما يعكس تحولاً في المواقف السياسية داخل السودان بعد الثورة، بعد أن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
الزيارة من السرية إلى العلنية
بعد سنوات من التكتم، هبطت الطائرة التي كانت تقل الوزير الإسرائيلي كوهين في الخرطوم في زيارة وصفت بالتاريخية. إذ تعتبر هذه الزيارة الأولى من نوعها لوزير إسرائيلي إلى دولة عربية بعد اتفاقيات التطبيع التي تمت تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية. كما أشار كوهين إلى أن زيارته تأتي ضمن “اتفاقيات إبراهيم للسلام”، والتي تفتح فرصاً اقتصادية وتساهم في استقرار المنطقة.
وفي تصريح له لإحدى الصحف الإسرائيلية، قال كوهين: “هذه لحظة تاريخية، أنا المسؤول الأول الذي يصل إلى الدولة التي أعلنت فيها اللاءات الثلاث في مؤتمر القمة العربية عام 1967”. وأضاف أن الزيارة تتيح فرصاً جديدة للشراكات السياسية والاقتصادية بين البلدين.
التعاون الأمني في مقدمة الأجندة
الملف الأمني كان في صدارة المحادثات التي جرت خلال زيارة كوهين. ووفقاً لبيان صادر عن وزارة المخابرات الإسرائيلية، فقد ناقش الوفد الإسرائيلي مع المسؤولين السودانيين القضايا الأمنية والاستخباراتية، كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين وزيري الدفاع الإسرائيلي والسوداني حول تعزيز التعاون في هذه المجالات.
الحكومة السودانية بين ضغوط التطبيع وانتقادات الداخل
تثير زيارة كوهين موجة من الانتقادات داخل السودان، حيث يتساءل العديد عن سبب تكتم الحكومة الانتقالية السودانية حول هذه الزيارة، في الوقت الذي تسعى فيه إلى دفع السودان نحو التطبيع مع إسرائيل. الانتقادات تتركز على السرية المحيطة بالزيارة، خاصةً مع وجود معارضة شعبية واسعة ضد التطبيع مع إسرائيل، ما يجعل الحكومة في موقف حرج.
القيادي في “حزب البعث السوداني”، محمد وداعة، وصف تكتم المسؤولين السودانيين على زيارة الوفد الإسرائيلي بـ”غير المقبول”، مطالباً الحكومة بالكشف عن تفاصيل الزيارة، وطالبها بتجنب اتخاذ خطوات سياسية بعيداً عن إشراك الرأي العام.
مستقبل التطبيع في ظل المعطيات الحالية
على الرغم من أن التطبيع مع إسرائيل يعد جزءاً من التحولات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، إلا أن الشكوك والمخاوف من تداعيات هذا التطبيع على الاستقرار السياسي الداخلي في السودان ما زالت قائمة. بعض المراقبين يرون أن هذه الزيارة تمثل اختراقاً كبيراً في العلاقات بين السودان وإسرائيل، وقد تفتح الباب لمزيد من التعاون بين البلدين في مجالات متنوعة، لكنها تظل محاطة بالكثير من الغموض والتعقيدات السياسية.