علي أحمد: حزب “العار” .. وبيان “العار” .!!
علي أحمد: “حزب العار وبيان العار .‼️”
لم أجد كلمة أفضل من (العار) لأصف بها بيان حزب المؤتمر الوطني المحلول (جناح كرتي) الذي أصدره أمس، إنه بيان يكشف ليس عن عدم حساسية إنسانية فقط، بل عن موقف يريد للشعب السوداني الهلاك، حيث إن جميع التقارير الدولية كشفت عن مجاعة حقيقية تضرب بعض مناطق البلاد الآن، وأن نحو 25 مليون من عدد سكانها يقفون على حافة الجوع، وأن أطفالها بلا مأوى ولا مدارس ولا علاج، ثم يأتي هذا الحزب الضلالي ليحرض على الحرب مُجدداً، بعد أن بعثت التحركات الأخيرة من زيارة لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى بورتسودان والمكالمة الهاتفية التي أجراها البرهان مع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الكثير من البشارات والفأل الحسن في الشارع السوداني بأن الحرب التي أشعلها هذا الحزب المنبوذ؛ على وشك أن تضع أوزارها.
في هذه الأجواء المتفائلة يأتي بيان (العار) الذي أصدره حزب العار جناح الإرهابي (علي كرتي)، ليهدد كل من يقول (لا للحرب) وكل من يحارب بشجاعة، أي يحارب ولا يرفض السلام، وكذلك يستبطن البيان تهديداً لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ويحذره بأن لا يذهب إلى أي مباحثات تتوسط فيها بعض الدول التي وصفها بأن لها أجندة ومصالح تتعارض مع (المصالح الوطنية) للشعب السوداني، وهذا التعبير يقصد به (مصالح المؤتمر الوطني)، فهذا الحزب الإرهابي اُشتهر بأنه ظل يصف نفسه منذ أن أشعل حرب الخامس عشر من أبريل بـ(الشعب السوداني)!
لا يخفي على كل من قرأ البيان بأنه يستهدف في المقام الأول قوى الثورة والقوى المؤيدة والداعمة للتحول المدني الديمقراطي، حيث أكّد البيان ما ذهبت إليه عرابتهم الجديدة (سناء حمد) بأن حزبها وحركته لا يمانعان في مفاوضات مع قوات الدعم السريع لكنهما يرفضان أي مفاوضات مع القوى الديمقراطية خصوصاً تنسيقية تقدُّم، إذ أيّد البيان الذهاب إلى منبر جدة والتفاوض مع الدعم السريع.
بيان العار، الذي بنى بعض حيثياته على انتصارات متوهمة وخيالية (غير مرئية) في الواقع، حث قيادة الجيش التي تواجه ظروفاً بالغة الصعوبة والتعقيد وأمواجاً من التحديات بأن تواصل الحرب على الصيغة الصفرية العدمية (بل بس)، وناشدها بتعيين مجلس وزراء انتقالي كضرورة عاجلة لمواجهة التحديات الراهنة، في خطوة يبدو أنها استباقية لأي مفاوضات سياسية محتملة، يريد من خلالها أن يضع قدماً في المفاوضات والحكومة المزمعة بأن يزرع كوادرة داخلها لتفاوض باسم الجيش، وهذا تكتيك مكشوف ومعروف للجميع، فبعد أن وجد هذا الحزب الإرهابي المخلوع الذي رفضه الشعب السوداني بالإجماع نفسه في مأزق كبير بعد أن بدأ بعض حلفاءه داخل الكتلة الانقلابية في التنصل، والقول أن لا علاقة لهم به، ولذلك ليس أمام هذا الحزب الفاسد نافذة يتسلل منها إلى المشهد القادم إلا (الجيش) – جيشهم- وهذا سبب إصراره على ما يسميها بحكومة (الحرب) أو تصريف الأعمال؛ يريد أن يتسلل من خلالها إلى المشهد وهيهات.
هذا البيان، هو بيان العار بامتياز، بيان يعبر عن فئة ناشزة وشاذة تريد أن تعود إلى السلطة على أشلاء ودماء السودانيين، ولو استمرت الحرب (100) عام، كما عبّر عن ذلك صبيها الأرعن “ياسر العطا”، وكما يعبر إعلامها ليل نهار.
لكن قولاً واحداً، لن يكون لهذا الحزب وإن انطبقت السماء على الأرض دوراً ولو بحجم حبة خردل في المرحلة القادمة، بل أن قادته والمؤثرين فيه سيساقون إلى المحاكم والقضاء بتهمة إشعال الحرب وتدمير البلاد، والأدلة والشواهد التي تدينهم موثقة ومتوفرة.
حزب المؤتمر الوطني الإرهابي مكانه السجون وردهات المحاكم، لا طاولات المفاوضات وسياقات الانتخابات، وهذا ما سيحدث ولو أصدر ملايين البيانات.