إبراهيم مطر: الشيوعيون ووهم الاستهداف .. هل تنجح البرانويا في تبرير تحالف الحزب مع الدواعش؟

14
إبراهيم مطر ..

 

(مشاركتنا في الغضب الشعبي الذي جاء كرد فعل لخيبة الأمل في حكومة الثورة، هي في الحقيقة “ههههه تهمة لاننكرها وشرف لاندعيه”، لكنها مشاركة لاتجعلنا مسؤلين عن سقوط حكومة الثورة).

والحديث والقهقهة أعلاه هي لشيوعي عنصري صغير يسمى “قرشي عوض”، يرى في إسقاط حكومة الثورة شرفاً، وسبباً للقهقهة، شماتة في حلم السودانيين المجهض بالتحول المدني الديمقراطي.

سمى هذا الصغير مسيرات الزحف الأخضر الكيزانية – مسيرات الطحنية – والتي شارك فيها الشيوعيون لإجهاض التجربة المدنية الوليدة لصالح إخوان الشياطين “غضباً شعبياً”، وقرر بأنهم – كشيوعيين – ليسوا من أسقطوا حكومة الثورة!

يفترض “قرشي” أن الناس لا يعرفون أن هذا الحزب “الكسيح”، عاجز حتى عن تنظيف نفسه، ناهيك عن أن تكون له قدرة إسقاط حكومة – قويت شوكتها أم ضعفت – متجاهلاً المعنى المقصود لذاته، وهم أن الحزب الشيوعي السوداني وكواجهة للحركة الإسلامية، لعب دور “المحلل” في زحف إخوان الشياطين الرامي لإجهاض الانتقالية، كما لعب دور القواد حين شارك في منح مسيرات الزحف الأخضر لصاحبها علي كرتي بعداً شعبياً زائفاً، وتبرع بغرس خنجر الخيانة في ظهر القوى المدنية بتحالفه السري مع فقهاء آخر الزمان القتلة.

ودخل الحزب التاريخ من باب الخدم حين أخذ على عاتقه المهمة الأخطر والأقذر، وهي تشويه الفترة الانتقالية إنابة عن الغرف الإعلامية للحركة الإسلامية، على أن يتكفل علي كرتي ورفاقه بالباقي.

واليوم نشهد “موجة جزع” معلنة جديدة من استهداف “مزعوم” تضرب الحزب الشيوعي “العظيم” كما قال قرشي الصغير، ودون أن يبين للناس سر هذه العظمة المدعاة، فأنت تواصل قراءة مقاله فلا تجد سوى استدعاء لتاريخ غابر داست على ظهره السنوات، وشكك في صحته المشككون، وانتهى أمره منذ سنوات.

وأنت تتحدث أيها القارئ الكريم مع الواحد من هؤلاء عن موقف حزبه الشيوعي من حرب أشعلها إخوان الشياطين في أبريل توشك أن تقضي على يابس السودان وأخضره، فيحدثك عن “العلاقات الدولية”، و”الأهمية الجيوسياسية لإيران”، وعن “الرأسمالية الطفيلية العالمية، التي حسمت المعركة لصالحها منذ انهيار الاتحاد السوفيتي في تسعينيات القرن الماضي! تحدثه عن ذبح مليشيات البراء بن مالك للسودانيين وفيهم لجان مقاومة وخدام تكايا وناشطين حزبيين، وعن الإعدامات الجماعية رمياً بالرصاص على الطرقات وعن السلاح الكيميائي، فيحدثونك عن “المؤامرة الكونية على دولة الملالي”، وذلك لأن الشيوعي “الفاهم”، يرى ما لا يرى الناس، ويعرف بطريقة ما أن “الصراع الأمريكي الإيراني” أكثر أهمية من ذبح السودانيين في الخرطوم بحري وود مدني والحلفايا، وإن أنت فهمت غير ذلك فعار عليك ! لأنه كان يجب أن ترى ما يريدك الحزب أن تراه لا ما هو ماثل أمامك، وحينها ربما تمنح وسام الوطنية الشيوعي المكلل بالعار.

يريد شيوعيين 2025 ان يتحالفوا مع القتلة دون أن يزعج تحالفهم أحد، أو يتناوله بالنقد والنقاش. لكنهم غفلوا عن أنهم ليسوا المتحكم الوحيد في إبقاء “زواج المتعة” السياسي هذا سرياً، فهناك الطرف الآخر وهم “إخوان الشياطين” الذين لم يكونوا بذات الحرص، وأفصحوا عن جوانب من هذا التحالف فخرجت للعلن.

هذا بغض النظر عن الشاهد الذي يقف حجر عثرة أمام تدليس الشيوعيين، وهو “ما يراه الناس”، ابتداءً من استثناء جهاز الامن الإخواني لهم من الاعتقالات والتعذيب والإعدامات، بل والسماح لهم بإقامة الاحتفالات في عطبرة، أثناء دفن الدواعش للنشطاء السياسيين ضحايا التعذيب في معتقلات الإخوان في ذات المدينة. وهناك استقرار الشيوعيين في السودان دون ملاحقة في ظل عدم تمكن سياسي سوداني حزبي آخر من ذلك لأنه بلا شك سيواجه عقوبة الإعدام، أما “الشيوعي” فمرحب به من قبل الأجهزة الأمنية للحركة الإسلامية، بموجب هذا التحالف “المنكور”، وهذا “ما يراه الناس”، لا تجدي معه فلسفة ولا تقعر، ولا يصلحه الكذب والنفاق.

وعلى ذكر هذا الصغير” قرشي عوض”، فقد حذر ذات مرة من دمج قوات الدعم السريع في الجيش نتيجة أي اتفاق، وشدد على ضرورة تسريحهم فبانت مقاصده، وفاحت رائحت عنصريته النتنة حتى عافه أصدقاؤه. لكنه وحزبه لا زالوا يظنون أن كلمات من قبيل “الحزب الشيوعي مستهدف” و”الهجوم على الثورة يبدأ بالهجوم علي الحزب الشيوعي”، وما إليه من عبارات، يظنون أنها ما زالت تعمل، وأنها تصلح لتغطية عورة تحالفهم المخزي هذا مع الدواعش. لعن الله الحركة الإسلامية وواجهاتها.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *